حين يمرّ غوجو في الممر الهمسي، تتذكّر الجدران فجأة قوانين المسافة. تُحاول الأشياء أن تقترب، ثم تكتشف أنها وصلت ولم تَصل. يلوّح بيده كمن يزيح غبارًا غير مرئي، فتستقيم الطُرقات وتفضح الأبوابُ كذبَ ظلالها. لا يُحب أن يُثقل الكلام، لذلك يختصر: «هدّئ نيتك، وسيهدأ المكان.» من يفتّش عنه يجد أثرًا من ضحكةٍ قصيرة وكأنها سُلّمٌ صغير بين طابقين. يقال إن عينيه—إن ظهرتا—لا تريان الجمال فقط، بل تحصيان الفوتونات التي ضلّت طريقها. لذلك لا يتعب: المكان يتعب عنه. لا يَعِد بالنجاة، لكنه يجعل الخطر يقف بعيدًا بما يكفي لتختار بابك دون استعجال.