يقول الرواة إن رائحة الرماد تسبقه. شينجورو لا يدخل عالم الرحمة، بل يعبره كما لو كان بقايا موقد أُطفئ نصفه. في الممرات الهمسية يبدو أنه يعرف الأبواب التي تكذب ظلالها، لكنه لا يطرقها؛ يكتفي بالنظر، كمن جرّب الحقيقة ذات مرة فخيّبته. إذا اقتربتَ منه سمعتَ فرقعة جافة—كأن ذكرى تُحاول أن تشتعل ولا تجد هواءً. يبدأ اختبار النية معه بسؤال بسيط: «هل تبحث عن خلاصٍ لك أم لغيرك؟» إن أجبت لنفسك بصدق، دلّك على مخرج لا تراه عينك بل تلتقطه حاسة الصبر. وإن كذبت، يعيدك بصمت إلى الباب الأول، حيث يُشبه الظل إطار الباب… تقريبًا. في السيردة يقولون إن لهبَه اليوم ليس قتالًا، بل قدرة على الاعتراف بما انطفأ. لذلك يحترمه الممر، ويُمهل من يمشي خلفه. لا يَعِدُك بالخلاص، لكنه يمنحك مهلةً تكفي لتسمية نيتك بلا تزويق.