عالم الرحمة (الحنكليس)

عالم الرحمة (الحنكليس): بين الأسطورة والميم

مقدمة

في فضاء الانترنت العربي، ولد عالمٌ فريدٌ من نوعه؛ مزيج بين الخيال، الميمات، الثقافات الشعبية، والإبداع الجماهيري. إنه عالم الرحمة (الحنكليس)، الذي اجتذب آلاف المعجبين عبر فيديوهات، ألعاب، ومجتمعات تواصل اجتماعي. لكن ما الذي يجعله مميّزًا؟ وما أسرار اللور خلف الشخصيات والأحداث الغامضة التي تدور فيه؟ هذه المقالة تأخذك في جولة لاكتشاف الأساس، الشخصيات، الانتشار، والتأثيرات المحتملة لعالم الرحمة.

ما هو عالم الرحمة؟

عالم الرحمة هو يونيفرس خيالي تمّ تشكّله بالجماعية عبر منصات الإنترنت العربية. بدأ الأمر بفيديوهات قصيرة وسلاسل “إنمي الرحمة”، حيثُ يستخدم المبدعون عناصر متمردة على الواقع: شخصيات غريبة، مخلوقات كرتونية، مؤامرات خيالية، تحديات، ورسائل ضمنية تنتشر بين الجمهور.

ميزة هذا العالم أنه غير ثابت: لا توجد قوانين رسمية موحَّدة، واللور – أي القصة الخلفية – يُعاد كتابته وتعديله من المنخرطين فيه. الجمهور هو من يمنح الأحداث اتجاهاً؛ في بعض الفترات يُركّز على الصراع، في أخرى على الكوميديا أو التهكم.

الشخصيات والرموز المركزية

عالم الرحمة غنيٌّ بالشخصيات التي تقدّم طابَعًا أيقونيًا، بعضها مألوف، وبعضها يُختلق خصيصًا للترند. من أبرزها:

• الحنكليس: شخصية محورية. الاسم مشتق من العربية القديمة، “الأنقليس” (ثعبان الماء)، ويُستخدم هنا لتمثيل كائن قوي وغامض له مكانة كبيرة في قصص الرحمة.

• الحافوزليق: شخصية تنافس الحنكليس في القوة والشهرة. تنشط الصراعات بينهما، وتُستخدم في الفيديوهات والتحديات.

• العاعاعوط، فهد سال/برايم: شخصيات تظهر في مواسم أو فيديوهات معيّنة، تظهر وتختفي حسب ما يطلبه الجمهور والترند.

• شخصيات أخرى أقل شهرة، لكن لها جمهورها، تُدرج غالبًا ضمن “مؤسسين الرحمة” أو “أعضاء قدامى”.

تاريخ وتطور الرحمة

البدايات

خرج عالم الرحمة من فيديوهات بسيطة يُبدع فيها الأفراد بتخيل شخصيات أو مواقف غريبة. فكرة “أنمي الرحمة” مُنتشرة، وهذه الفيديوهات تُشاع على يوتيوب ويوتيوب شورتس وتيك توك.

الانتقال إلى الألعاب والمحتوى التفاعلي

مع تزايد التفاعل، ظهرت لعبة الرحمة رسميًا على Google Play، حيث يختار اللاعب شخصيته المفضلة، ويخوض مراحل تتضمن تحديات وقصصًا تتغير بناءً على اختياراته. Google Play
هناك أيضًا نسخ بدائية أو Pre-Alpha لألعاب محلية غير مكتملة، مثل لعبة الإنمي الرحمة التي breps فيها شخصيات الحافوزليق والعاعاعوط. itch.io

شعبيته وانتشاره

• المقاطع القصيرة (“Shorts”) على اليوتيوب تضيف للترند كل يوم جمهورًا جديدًا. YouTube+2YouTube+2

• مجموعات الفيسبوك والمجتمعات التي تتبادل مقاطع، آراء، أفكار للعبة، لور جديد، شخصيات مفقودة أو مهملة. Facebook+1

• تطبيقات الألعاب التي تحمل اسم “الرحمة” تجذب اللاعبين من محبي هذا العالم بجانب الذين يسمعون به لأول مرة، فتكن باب دخولهم إليه. Google Play

عناصر جذابـة في عالم الرحمة

هناك عدة أسباب تجعل “عالم الرحمة” مميزًا وجذابًا للجمهور:

1. التجديد المفتوح
   بما أن اللور يُعاد كتابته، الجمهور يشعر أنّ صوته مسموع ويمكن له أن يشارك في خلق القصة، الشخصية أو الحدث.

2. الخليط بين الكوميديا والغموض
   بعض الفيديوهات تستفيد من المفارقات، المواقف المضحكة، الكلمات الغريبة، مع لمحات من السّرد الغامض أو الأسطوري، مما يُشكل توازنًا جذابًا.

3. تفاعل الجمهور والمحتوى المشترك
   يُنشئ الجمهور شخصيات، قصص فرعية، ألعاب، وستيكرز، ويناقشها في مجموعات، يُعيد نشرها على مواقع التواصل، مما يعزز الانتماء والولاء لهذا العالم.

4. السّهولة في الوصول والاستهلاك
   المحتوى غالبًا قصير، بصري، وقابل للمشاركة بسهولة؛ يُناسب المستخدم العادي الذي يتصفّح تيك توك أو يعاين Reels/Shorts، أو يحمل لعبة بسيطة أو يتفاعل مع شخصيات ميمية.

التحديّات والإشكاليات

رغم الشعبية، هناك بعض الإشكالات التي تَظهر:

• غياب تنظيم / حقوق ملكية واضحة: بما أن الشخصيات واللور يُنشأان جماعيًّا، قد تظهر قضايا حقوق فكرية إذا حاول شخص إنتاج رسمٍ محترف أو منتج تجاري يعتمد على هذه الشخصيات دون تنسيق.

• تغيّر مستمر قد يكون مربكًا: الجمهور الجديد ربما لا يعرف الخلفية أو الشخصيات التي “اختفت” أو تغيرت مواقعها، مما يجعل الدخول في القصة صعبًا.

• مخاطر المحتوى الغير مراقب: بعض الشخصيات يُنتجها صُنّاع محتوى هاوون أو غير محترفين، قد تنتج قصصًا تحتوي على عناصر غير مناسبة أو رسائل غامضة.

لماذا يستحق “عالم الرحمة” الانتباه؟

إذا كنت مهتمًا بترندات الإنترنت، بثقافة الميم، أو كيف تتشكّل القصص الشعبية اليوم، فإن عالم الرحمة نموذج رائع:

• يظهر كيف أن الشباب والمبدعين يستخدمون اللاتقاط التقليدي للسرد ليبنوا شيء جماعي.

• يبيّن كيف أن القصص والأساطير لا تحتاج بالضرورة أن تأتي من وسائل رسمية، بل من فكرة بسيطة تُشارَك وتُعيدُ تَرْكيبتها الجماهير.

• هو مثال حي على المحتوى الذي يجمع بين اللعب، السرد، والتفاعل الاجتماعي – وهو ما يجذب المستخدمين ويُبقيهم مشاركين.